للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دلَّ الحديث على استحباب تطيب المرأة الحائض، ومثلها النفساء بعد طُهرها، بأن تتبع بالطيب أثر الدم من بدنها، وليس خاصاً بالفرج فقط، كما هو قول جماعة من أهل العلم؛ لدلالة لفظ الحديث على تتبع أثر الدم أينما كان، والأفضل أن تستعمل في ذلك المسك.

فائدة:

يؤخذ من الحديث السابق، وقول النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: «سُبحانَ اللّهِ، تَطهَّري» مشروعية التسبيح عند التعجب و (سبحان الله) تأتي للتعجب، وتأتي للإنكار، وكان النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا تعجب من شيء قال: (سبحان الله).

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة -رضي الله عنه- حينما أجنب، وكَرِه أن يُجالس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تلك الحال قال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «سُبْحَانَ الله إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجَسُ» (١).

وفي الصحيحين لمَّا مرَّ رجلان بالنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ومعه امرأة قال لهما: «عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ» فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ (٢).

وكذلك التكبير يأتي للتعجب، ففي الصحيحين سأل عمُر -رضي الله عنه- النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ قَالَ: «لَا»، قُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ (٣).

وكذلك ما جاء عند الترمذي، وصححه حينما قالوا: «يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ، كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهُ أَكْبَر إِنَّهَا السَّنَن» (٤).


(١) رواه البخاري برقم (٣١٤)، ومسلم برقم (٣٣٢).
(٢) رواه مسلم برقم (٣٧١).
(٣) رواه البخاري برقم (٦٢١٨)، ومسلم برقم (١٤٧٩).
(٤) رواه الترمذي، وصححه برقم (٢١٨٠).

<<  <   >  >>