إلى الفرار، وشدوا في خراطيمها سيوفاً يصلح أن يقال أنها سيوف الهند، تدعو الرؤوس شعلة لهيبها فتخر لها ساجدة فيحق أن يقال لها نار السند وهذا خارج عما لتلك الفيلة من الأنياب التي هي في الحروب كالحراب إذ هي في أداء ما وجب عليها نصاب كامل وسهامها التي هي مصيبة في نحور من يقابلها تقصم كل نابل وذابل فكانت تلك الأفيال في وصف القتال كأنها غيل بأسودها ماشية أو صياص بجنودها جارية أو أطواد بنمورها عادية أو بحار بأفواج أمواجها رائحة جائية، أو ظلل من الغمام بصواعقها هامية، أو ليالي الفراق بنوائبها السود سارية، وخلفها من الهنود فوارس الحرب، وأبطال الطعن والضرب، سود الأسود، وطلس الذئاب ونمر الفهود بالذابل الخطى، والصارم الهندي والنبل الخلنجي، مع قلب ذكي وجنان جري، وعزم قوي، وضرب رضي
ذكر ما فعله ذلك المحتال
من الخديعة في إجفال الأفيال
وحين اطلع تيمور على هذه الحال وتحقق أن شقة عساكر الهند نسجت