فأما مصر فما دونها من البلاد فإنها تخبطت، وانحلت قواها وأيديها تربطت، وعدمت القرار، واستعدت للفرار، فلو رأيت الناس وهم حيارى " سكارى وما هم بسكارى " أبدانهم راجفة، وقلوبهم واجفة، وأصواتهم خافتة، وأبصارهم باهتة، وشفاههم يابسة، وصورهم بائسة، ووجوههم باسرة " تظن أن يفعل بها فاقرة " وقد استوفز كل أهل الأمصار، وسكان الأنجاد والأغوار، وقد أصاخ لما يرد عليه من جلي الأخبار، فبنى على ذلك ما يكون من متعلقات الحركة والسكون، فأخذ تيمور على طريقته العوجا، ورجع على سبيل بغيه التي اتخذها شرعة ونهجا، وقد سدت عساكره الآفاق والأكناف، وعمت هيبته الأرجاء والأطراف
ذكر من أصيب من سهام القضاء بالرشق
ووقع في مخالب أسره من أعيان دمشق
وأخذ من أعيان الشام، ومشاهيرها الأعلام، قاضي القضاة محي الدين بن العز الحنفي بعد أن عاقبوه بأنواع العقاب وكووه، وسقوه الماء والملح وبالكلس والنار شووه، وولده قاضي القضاة