ثم معززاً مكرماً معظماً مقدماً فكان تيمور عليه متطلباً وجعل ذلك حجة للمعاداة وسبباً، ثم شرع يقول، وهو يجول في ميدان هذه الرسالة ويصول إنه هو أولى بسياسة الأنام، وأن من نصبه هو الخليفة والإمام، وأنه ينبغي أن يكون هو المتبوع والمطاع، وما سواه من ملوك الأرض له خدم وأتباع، وأنى لغيره دربة الرياسة؟ وكيف تعرف الجراكسة طرق السياسة؟ مع كثير من التهويل، والحشو والتطويل، وكان يعلم أن إجابتهم سؤاله محال، وأنه طلب منهم ما لا ينال، ولكن قصد بذلك قرع باب الجدال وتركيب الحجة عليهم في فتح حجرات القتال، فلم يجيبوه بالمقال، ولكنهم قضوا مراده بالفعال، ولم يلتفت سيدي سودون لما يقول، وضرب على رؤوس الأشهاد عنق الرسول، واستعدوا للمبارزة، واستمدوا للمناجزة
ذكر ما تمالأ عليه النواب
وهم في حلب وتيمور في عين تاب
ثم إن النواب والأمراء، ورؤوس الأجناد والكبراء، تشاوروا كيف يكافحونه، وفي أي ميدان يناطحونه، فقال بعضهم عندي الرأي الأسد، أن نحصن البلد، ونكون على أسوارها بالرصد، نحرس بروج