واحتما، وإما بهزيمة واختفا، فأول من استجاز من أهل الشام ورام المسير شهاب الدين أحمد بن الشهيد وزير، ثم تفرقت الطوائف عجماً وعرباً وتبددوا في الآفاق شرقا وغربا، ووقع في سمرقند القحط وغلاء الأسعار، ولم يرخص بين الناس سوى الدرهم والدينار، ثم حصل بعد ذلك الرفاهية، واجتمع للناس الرخاء والأمنية، وطاب الزمان، وحصل الأمان، وذهب المقت، وصفا الوقت
وعند صفو الليالي يحدث الكدر
ذكر ما أثار الزمان الغدار
من دمار وبوار، ألقى به الخليل في النار
وكان خليل سلطان، تزوج بشاد ملك زوج سيف الدين الأمير، وملكه سلطان هواها فكان فيه كالأسير، فمال بكل جوانحه إليها، بحيث أنه قصر نظره عليها، وصارت محبته كل يوم تزداد، وأنست قصته قضية قيس وليلى وشيرين وفرهاد، فكان كما قيل
أعانقها والنفس بعد مشوقة ... إليها وهل بعد العناق تدان
وألثم فاهاكي تزول صبابتي ... فيشتد ما ألقى من الهيمان