وبين التفريط والإفراط موارد ومصادره، حتى قطع ولايات أذربيجان، وحل ركابه بممالك خراسان، وفي خدمته ملوك الأقاليم وأرباب التيجان
ذكر نهوض ملوك الأطراف
لاستقباله، ووفودها عليه مهنئة له بحسن مآله
ولما تسامعت أقطار البلدان، أنه قفل قاصداً الأوطان، أقبلت إليه الملوك من أطرافها، والمرازية من أكنافها، وسارع إلى استقباله المداره والجحاجح، وتبادر من ما وراء النهر وغيرها السراة والمراجح، وتطاير إليه من الأقاليم أساطينها ومن الولايات والثغور ملوكها وسلاطينها ومن كان مرابطاً في ثغر، أو مواظباً على أكيد أمر، أرسل نائبه أو قاصده، أو حاجبه أو رائده، يتباشرون بقدوم أقدامه، ويهنئونه بما فتح عليه من هنده وعراقه ورومه وكرجه وشامه، ويقدمون التقادم والحمولات، ويهيئون الضيافات والإقامات ثم أردفهم السادات والعلماء، والمشايخ والكبراء، ورؤساء الموابذة، وموابذة الرؤساء، فجعل يسمت لكل واحد منهم سمتا،