والمركوب، وسدلت عليهم عنقاء الظلام الجناح، عدل بهم إلى بعض البطاح، فحط عنه واستراح، ورسم أن " لا " توقد نار، ولا يطمع أحد في طعم النوم بقرار، ولا يشام في جفن طرف سيف ولا سيف طرف، ثم التهموا ما يسد الرمق وصلوا صلاة الخوف، فعبدوا الله على حرف، وأمهلوا ريثما قطعت الدواب العليق، ثم أمر فحملوا وركبوا متن الطريق
ذكر تنبه خدايداد، بأن ألله داد خبل عقله
بأنكال وأنكاد
ثم إن خدايداد تنبه من رقدته، وارعوى من ليلته، وعلم أن ألله داد خلبه نهاره ذلك وسحره، وكشف شمس عقله ولعب به في دست حلفه وقمره، فعض كما يعض الظالم على يديه، وعبى في الحال عسكراً جراراً وأنفذه إليه، فأسرعوا وراءه والتمسوا لقاءه، فلم يروا له عيناً ولا أثر، ولا رووا عنه من أحد حديثاً ولا خبراً، فلم يزالوا في طلبه حائرين دائرين، ثم غلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين
ووصل ألله داد إلى مقصده، فوجد وظيفة الوزارة شاغرة فاستولى عليها بمفرده، إذ قبل دخوله كان شيخ نور الدين قد خرج، وشاه ملك وكل من رام العصيان كان قد دب ودرج، فابتهج بقدومه