ممالك العجم كلها، وانثال إلى خزائنه من أموالها وابلها وطلها، من غير أن يعاني في ذلك نصبا، أو يقاسي في تحصيله تعباً ووصبا
مع أن مملكته كانت أوسط الممالك، فلم يتطرق له أحد بسوء لذلك، وأنه كان حسن الجوار قليل الحركة، وأبوه قد حسم عنه بقتله ملوك العجم مادة " كل " شر وهلكه، فثبت في مكانه بين أسود شمخت ونبت، وكبت ماله من أعداء بما له من أصدقاء وثبت، فاهتزت أراضي دولته بنبات الثبات وربت، وكأن عيون السعد كانت تراقبه، وعرائس الملك تناجيه وتخاطبه، بقوله
نزه فؤادك عن سوانا والقنا ... فجنابنا حل لكل منزه
والصبر طلسم لكنز وصالنا ... من حل ذا الطلسم فاز بكنزه
ذكر خروج الناس من الحصر
وطلبهم أوطانهم مما وراء النهر
وفي أثناء هذه الحالات، قصد الناس من سمرقند التبدد والشتات، وطلب كل غريب وطنه، وتحرك يبغي سكنه وقطنه، إما بإجازة