أنه لم يبرح من بلاد الكرج اللئام فلما تحققا من الخروج، وكانا حققا أنه إذا عرج على شيء فما يعوج، أطار أطايرهما نحو الروم، وتركا ديارهما ينعق فيها الغراب والبوم، فتوجه ذلك القشعمان إلى مصيف التركمان، فأغمد السيف، وكف عن الحيف، وقضى به الصيف
ذكر ما وقع من الفتن والبدع
وما سل للشرور من حسام بعد موت سلطان سيواس والشام
وكان إذ ذاك قد تخبط أمر الناس، وقع الاضطراب ببلاد مصر والشام إلى سيواس أما مصر والشام فلموت سلطانها، وأما سيواس فلقتل برهانها، وكان موتهما متقارب الزمان، كموت قرا يوسف والملك المؤيد أبي النصر شيخ وأبي الفتح غياث الدين محمد بن عثمان، فإن مدى ما بين موت هؤلاء الملوك العظام، كانوا نحواً من نصف عام، وكذا كان ما بين موت ذينك السلطانين
ذكر نبذة من أمور القاضي
وكيفية استيلائه على سيواس وتلك الأراضي
وسبب قتل القاضي برهان الدين، مخالفة وقعت بينه وبين عثمان قرايلوك رأس المعتدين، سيزداد بيانها، إذا أتى مكانها، وهذا