وكان خليل سلطان لطيف الذات، ظريف الصفات، نسيم أخلاقه لا يحمل من خدايداد زعازعه، وبرد مزاجه اللطيف لرقة حاشيته، لا يثبت لمجاذبة المشاقة والمنازعة، فتولد من تلك القساوة بينهما العداوة، وسعت بينهما الوشاة، إلى أن دس له مهلكاً فسقاه فكأنه أحسه، فتدارك نفسه، وتعاطى علاجه، وما يصلح مزاجه، فقضى الزمان أن نصل من تلك الداهية، فنجا منها وليتها كانت القاضية، وبقى فيه من ذلك أرج أورثه العرج، فصارت العداوة الخاصة عامة، وغدت هذه الفعلة لهذا المعلول علة تامة
[فصل]
ثم إن ألله داد، حلف لخدايداد، الأيمان الغلاظ الشداد، وأكد هذه الأيمان، بأن استصحب معه القرآن، وأشار إليه، ووضع يده عليه، وزاد تأكيداً بأيمان الطلاق، وبالالتزامات والنذور والعتاق، أنه لا يقبض عن طاعته يدا، ولا يستحيل عليه أبدا، وأنه إن توجه إلى سمرقند يجهد في رأب ما انصدع،