وجهز ذلك إليه، حسبما اقترح عليه، كل ذلك وتيمور في بلاد الروم يمور
ذكر ما فعله ذلك المكار عند
تنجيزه أمر الروم من الغدر بالتتار
ولما صفا لتيمور شرب ممالك الروم من الكدر، وقضى الكون من أفعاله العجب وأهل الروم النحب، وجيشه من الغارة الوطر، وامتلأ من المغانم وادي سيله العرم، وكان فتى الربيع قد أدرك وشيخ الشتاء قد هرم، واندرج إلى رحمة الله المجيد، والسلطان السعيد، الغازي الشهيد يلدريم بايزيد، وكان معه مكبلاً في قفص من حديد، وإنما فعل ذلك تيمور، قصاصاً كما فعله قيصر مع سابور، وكان قد قصد استصحابه إلى ما وراء النهر، فتوفي معه في بلاد الروم في آق شهر، وفي هذا المكان توفي حفيده محمد سلطان وعزم على الرحيل، وحزم أحمال التحميل، ثم جمع رؤس التتار، وقد أضمر لهم الدمار والبوار، وقال قد آن أن أكافئكم بما صنعتم، وأجازيكم بما فعلتم، ولكن قد أضر بنا المقام، ومللنا الإقامة في مضايق الأروام، فهلم نخرج إلى الفضاء الفسيح، ونشرح صدورنا من ضيق الزمان والمكان في المهامه