[التي خربها جنكيز خان، وتجهيزه العساكر لهذا الشأن]
ثم في شهر صفر سنة عشر وثمانمائة، أرسل خليل سلطان من الجنود فئة، وأضافهم إلى ألله داد، وضم إليهم من رءوس الأجناد إلياس خواجه وابن قماري منصور، وتوكل قرقرا ودولت تيمور، إلى ترمذ مع آخرين، ليعمروها فاستمروا سائرين، حتى وصلوا إلى ترمذ، فجمعوا في الحال احتياجاتهم من الأحجار والأخشاب والقرمد، ثم تقاسمت تلك الرءوس أبدانها، وعلوا عن أن يتسوروا قلة أسوارها وحيطانها، وجعلوا يعملون ولا يلبثون، ويبنون بكل ريع منها آية يعبثون، وتركوا بالنهار أكلاً وبالليل نوماً، فأتموا بنيانها في نحو خمسة عشر يوماً، وحين ميزوا محلاتها وفرزوا دروبها وطرقاتها، ورفعوا أعلام مساجدها ومناراتها وبينوا مواضع أسواقها وأبياتها، أمروا الباقين من ذرية النازحين عنها من أهلها، وكل من رحل من خراب وعرها إلى عمران سهلها، أن يرجعوا إليها، ويخيموا عليها،