والسمانين، وميز لهم منزلهم ومأواهم، ولم يتعرض لمن سواهم، فجعلوا يبيعون على العساكر ويشترون، ويربحون في ذلك ولا يخسرون، فاختل نظام سائر الجمع، إذ الإنسان مدني بالطبع، فألجأهم الاضطرار، أن يتبعوهم بالاختيار، فتفقد ما يليق به من أحوال كل من كبيرهم وصغيرهم، وقرر على ما اقتضته أوامره قواعد أمورهم، ثم جمع رءوس جنده، وقفل إلى سمرقنده
ذكر ما فعله شاه رخ من جهة خراسان
في مقابلة ما فعله خليل سلطان
ولما سمع شاه رخ بما فعله خليل سلطان، جهز طائفة من عساكر خراسان، وجعل يمد ذلك السحاب المنجاب، من بحر أمر أمير يدعى مرزاب، وهو أخو جهان شاه، الذي كان تيمور على محاصرة قلعة دمشق ولاه، وأمر رءوس تلك الجنود، أن يبنوا قلعة تسمى حصن الهنود، وهي من أقصى بلاد خراسان، يفصل بينها وبين ترمذ نهر جيحان، ففعلت من البناء العساكر الخراسانية، نحو ما أعربت عنه العساكر الخليلية السلطانية، وفي أثناء مدة البناء، تراسل الله داد ومرزاب وتصافيا، وتواصلا بالاحتشام والاحترام وتهاديا