سلام عليكم والعهود بحالها ... لقد بلغ الأشواق منا كمالها
فأبى أن ينزل إليه، ولا استمع كلامه ولا التفت إليه، لأنه كان آذاه كما ذكر أول مرة، فما احتاج إلى تجربته آخر كرة، فسلك معه بر السلامة وقال من جرب المجرب حلت به الندامة ولكن أرسل إليه قاصداً من بعض الخدم، يدعى الحاج محمد بن خاص بك ومعه التقادم والخدم، واعتذر عن الحضور، بعدة أمور، وعنوان جوابه، موافق لخطابه، وهو
فشوقي إليكم زائد الحد وصفه ... ولكن تخاف النفس مما جرى لها
فلم يلتفت تيمور إلى هذا الكلام، وأخذ يعنف نفسه بأنواع الملام، كيف خلص من مخاليبه أول مرة بسلام
ذكر وروده ماردين بالهيبة
وصدوره عنها بعد المحاصرة بالخيبة
فوصلوا يوم الاثنين عاشر شهر رمضان واردين ماردين، فنزلوا دنسير، وغدوا للحصار قاصدين، وإذا بأهلها وقد أخلوا المدينة،