ولما رجع خليل إلى سمرقنده، أراح طوائف عسكره وجنده، ثم دعا أصحابه، ووجه نحوهما ركابه، وهيأ أنصاره وأطلابه، وسار بتلك القبائل المضطرمة، والأسود الحوادر والفحول المغتلمة، واستمر ذلك الطود الركون بين حركة وسكون، حتى وصل إلى سيحون، وحين شرع ذلك الطور، والنار ذات النور، على نهر سيحون في العبور، رأيت البحر المسجور، فأذعن له شاه رخية وخجند، وتحصنت منه تاكشند، فتوجه لحصارها، وعزم على هدم أحجارها، فبعد أن حاصرها مدة، وأذاقها لباس الجوع والشدة، لجأت إلى طلب الأمان، وسلمت إليه قياد الإذعان، فأجاب سؤالها، ورقح بالصلح حالها، ثم قفى آثارهما، طالباً دمارهما
ذكر إيقاد شيخ نور الدين وخدايداد، ناراً
[للخليل ليحرقاه، فأطفأها الله تعالى ووقاه]
وكان خدايداد وشيخ نور الدين يحومان حول الحمى، ويترقبان من فرص النهب والسلب معاني عسى ولعلما، فتوجه وراءهما، ورام