بالعاصي وأكرم من لم يعص، وعمم بتاج إنعامه كل رأس وما خص
ذكر أخبار ألله داد صاحب أشباره
وإخلائه إياها وقصده دياره، وما صنعه في تدبير الملك وأثاره قولاً وفعلاً وإشارة، إلى أن أدرك في ذلك دماره وبوراه
ثم إن ألله داد جمع أخصاءه ليلة ورود الخبر إليه، وشاورهم فيما يصنع وما يبني أموره عليه، فاتفقت كلمتهم واجتمعت مشورتهم على قصد دياره، وإخلائه أشباره فإنهم كانوا في ذلك المكان كالفسيق في شهر رمضان، والزنديق بين قراء القرآن فلما طوى الجو ملاءته المسكية، ونشر على المكان مروطه الكافورية، وألقى ثعبان الفجر من فيه على هذا السقف المرفوع خرزته المضية، حضر إلى خدمة الله داد، أمراء الجيش على عادتهم ورءوس الأجناد، من الترك والخراسانيين والهنود والعراقيين فاختلى بأفاضلهم، ومداره مقاولهم، ونشر لهم من هذه القضية طيها، وطلب من آرائهم فيها رشدها وغيها، واستكتمهم أمرها، لئلا يستنشى المغول نشرها، وأنى لعين الشمس في الصحو الإستتار؟ وكيف يخفى على ذي عينين