ما كان أسره، ووضع المضمر من العصيان موضع المظهر، فأول من شهر سيف العصيان، وفوق سهام العدوان، وشرع بمخالفة الرديني، خدايداد الحسيني، متولي ما وراء نهر سيحان، وأطراف تركستان فوجد من كان قد عزم على نفض يده من عقد الطاعة، إماماً يقتدى به في البغي ومفارقة الجماعة، لا سيما وقد كان صواغ الربيع قد أذاب بجمراته سبائك الجمد والثلوج، ورصع بما أخرجه من ذلك ديباجه الأرض وروضات الجنات وأرباض المروج، واستمعت أموات الحشرات صيحة الرعود بالحق فقالت ذلك يوم الخروج فاقتفى خدايداد، في العصيان والعناد، شيخ نور الدين، وكان عند نور الدين من المتقدمين، وذوي الآراء والتمكين، فانخزل جهارا، وسار ليلاً ونهارا، فوصل إلى خدايداد، وقوى منه الظهر والأعضاد، وشاركه في التمرد والفساد ثم بعده فرط نظام الطاعة شاه ملك، وأخذ في طريق المخالفة وهو منهمك، وخرج من سمرقند وهو يصرخ، وقطع جيحون ووصل إلى شاه رخ، وكان نظير شيخ نور الدين، وذا رأي مكين، وفكر رصين، فلم يكترث خليل سلطان