فيا رب إن البرد أصبح كالحاً ... وأنت بحالي عالم لا تعلم
فإن كنت يوماً مدخلي في جهنم ... ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
فهلك من عساكره الجم الغفير، وأتى الشتاء على كثير من كبير منهم وصغير، وشاط منهم أنوف وآذان وسقط، وانحل عقد نظامهم وانفرط، ولا زال الشتاء يهب ويصب عليهم ريحاً وبحارا، حتى أغرقهم فيها وهم عاجزون حيارى، ونودي عليهم " مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا " وهو مع ذلك لا يلتفت إلى من مات ولا يتأسف على ما فات
ذكر مرسوم أرسله إلى ألله داد، بت فيه من الأكباد
وفت القلوب والأعضاد، وزاد ما خبله فيه من هموم بأنكاد
وكان تيمور حين مخرجه من سمرقند أرسل إلى الله داد بأشباره، مرسوماً أذهب فيه قراره، ونفر طائر نومه عن وكر أجفانه وأطاره، وفهم من فحواه بالإشارة، أنه طالب دماره، ومؤتم أولاده ومخرب دياره شد عليه فيه المضائق، وسد في وجهه الطرق والطرائق،