استرق أحرار الصديقين، واستعبد كبار الأولياء والصالحين، وكبكب في النار على الرءوس، رءوس العلماء العالمين، فوافقوه على الانخزال عند الموافقة للنزال
ذكر ما صنعه ابن عثمان من الفكر الوبيل
وتوجهه إلى ملاقاة تيمور بطود عسكره الثقيل
فأما ابن عثمان فإنه خاف منه الهجوم، على بلاد الروم، لأن الزروع كانت قد استحصدت، وصدور الفواكه والثمار قد استنهدت، وخضروات الأرض قد اسودت، والرعايا في ظل الأمن والرفاهية قد امتدت، فخشي ابن عثمان أن يصيب العباد منه ضرر، أو يتطاير إلى قبائل بلاده من لهيب ناره شرر، فبادر إلى ملاقاته، وساقته سوائق المنون إلى شرب كأسها في مساقاته، وأراد أن يكون مصطدم الباس، خارج بلاده على ضواحي سيواس، فأجرى من عساكره السيول الهامرة، وأخذ بهم على قفار غامرة، حذراً على رعاياه، من مواطئ مطاياه، فإنه كان على الضعيف من رعيته شفيقاً، وبالفقير من حشمه وخدمه رفيقاً يحكى أنه كان في بعض مغازيه، فعطش بعض