للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاشيه، فأتى في قرية بعض النساء، فطلب منها شربة ماء، وكانت أشأم من البسوس، يضرب بها المثل في اللؤم والبوس، فقالت ما عندي ما تشرب، فخذ طريقك ولا تتعب، وكان العطش قد غلبه، ورأى عندها في بعض القعبة شربة لبن فشربه، فقالت هذا قوت الصبيان، واشتكت عليه لابن عثمان، فطلبه واستفسره، فخاف شدة نقمته فأنكره، فقال للمرأة أنا أبعج قبقبه، وأتبين صدقه وكذبه، فإن ظهر في بطنه اللبن، أعطيتك الثمن، وإن تبينت بالصدق قوله، جعلتك مثلة مثله، فقالت والله إنه شربه، وما فهمت في حقه بكذبه، ولكني فرجت كربته، وأبرأت ذمته فقال لابد من إجراء العدل، وإنهاء هذه الحكومة بالفصل، ثم دعا بالسيف ووسطه، وأجرى على بطنه ما شرطه، فانفجر بطنه وهو منعقر، وجرى اللبن وهو بدمه ممذقر، فأشهره في الوثاق، ونادى عليه هذا جزاء من يتناول في دولة الملك العادل ابن عثمان شيئاً بغير استحقاق، ثم إن ابن عثمان تابع الترحال، وسلك في رمضان السفر صوم الوصال

<<  <   >  >>