في فم أسد المنية فابتلعه، ثم أشلى على دياره كلاب النهاب، وشهاب الالتهاب، فمزق أديمها، وهتك حريمها، ومحا حديثها وقديمها
ذكر مواراة ذلك الخبث
وإلقائه في قعر الجدث
ثم إنه أول ما اشتغل بمواراة جده، وتنجيز أمره وإلقائه في حفرة لحده، فوضعه في تابوت من أبنوس وحمله الرءوس على الرؤوس، ومشى في تشييع جنازته الملوك والجنود، حاسري الرؤوس لابسي الثياب السود، ومعهم طوائف الأمراء والأعيان، وأنزلوه على حفيده محمد سلطان، في مدرسة حفيده المذكور، بالقرب من مكان يسمى روح آباد وهو موضع مشهور فكان هناك على أثاف، في سرداب معلوم غير خاف، وأقام عليه شرائط العزاء، من إقراء الختمات والربعات والدعاء، وتفريق الصدقات، وإطعام الأطعمة والحلاوات، وسنم قبره، ونجز أمره، ونشر على قبره أقمشته، وعلق على الجدران أسلحته وأمتعته، كل ذلك ما بين مكلل ومرصع، ومزركش ومصنع أدنى شيء من ذلك يقوم بخراج إقليم، وحبة من كدس تلك الجواهر تفوت التقويم، وعلق نجوم