ثم إن تيمور لما قبض على ابن عثمان، جرد إلى بروسا طائفة من الجنود والأعوان، وأضافهم إلى شيخ نور الدين، ثم اتبعهم بوقار مكين، وجأش مستكين، فوصل إليها، ونزل القضاء المبرم عليها، وضبط ما وصلت إليه يده من جماعة ابن عثمان وحرمه، وأمواله وخزائنه وحشمه وخدمه، وخلع على أمراء التتار ورءوسهم، واستعطف خواطرهم بتطييب نفوسهم، ووزع أمراءهم على أمرائه، وأضاف كل ظهر منهم إلى رأس من رؤسائه، ووصاهم بهم وعليهم، وبالغ في أن يصلوا ما أمكنهم من البر إليهم، ومشى على سننه القديم، في استخلاص النفائس واقتناص النفوس وسبي الحريم، وجعل يحضر ابن عثمان كل يوم بين يديه، ويلاطفه ويباسطه ويترقق إليه، ويسخر منه ويضحك عليه
ذكر ما فعله مع ابن عثمان
من نكاية غدت بأوصافه القبيحة على مر الزمان حكاية
ثم إنه في بعض الأيام، جلس في مجلس عام، وخفض جناح النشاط للخاص والعام، وطوى بساط النهي والأمر، ومد بساط الخمر