والزمر، وحين غص بالناس المكان، استدعى سريعاً ابن عثمان، فجاء وفؤاده يرجف، وهو في قيوده يرسف، فسكن قلبه، وأزال رعبه، ثم أحسن جلوسه، وأزال بالاهتشاش إليه عبوسه، ثم أمر بأفلاك السرور فدارت، وبشموس الراح أن تسير من مشرق أكواب السقاة إلى مغرب الشفاه فسارت وحين تقشعت عن شموس السقاة سحاب الخدور، ودار في سماء العشرة نجوم يحثها من مراسيمه بروز وبدور، نظر ابن عثمان فإذا السقاة جواريه، وعامتهم حرمه وسراريه، فاسودت الدنيا في عينيه، واستحلى مرارة سكرات حينه، وتصدع قلبه، وتضرم لبه، وتزايد كمده، وتفتت كبده، وتصعدت زفراته، وتضاعفت حسارته، ونكى جرحه، وغذ قرحه، ونثر على جرح مصابه من قصاب الأسى ملحة، وكانت هذه نكاية لابن عثمان بما أسفله، في مكاتباته بذكره النساء وحلفه، لأنه سبق أن ذكر الحرم، عند الجغتاي وقبائل الترك من أكبر الجرم، وأعظم من الخيانة في الحرم، وأيضاً مكافأة لما فعله ابن عثمان، مع حريم طهرين في أرزنجان ومن تمام إساءته لابن عثمان، إحسانه لأولاد ابن قرمان وكان