للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يثبتان، وينهزمان، وسيأتي ذكر ذلك كما كان

ذكر ما وقع في توران

بعد موته من حوادث الزمان

وأما المغول، فإنه لما اتصل بهم خبر وفاة ذلك المخذول، وكان بلغهم أنه صوب أحجار كيده إلى هشم تلك الثغور، وفوق نبال قصده إلى خرق تلك البطون والنحور، لم يشكوا في أن ذلك شرك مكيدة، وأحبولة مصيدة، فلم يقر لهم قرار، وتنادوا الفرار الفرار، وتشتتوا في البلاد، وتشبثوا بأذيال القلاع ورؤوس الأطواد، ولجئوا إلى الحصون والجروف، وتماوتوا في قعر المغارات والكهوف، وكذلك كل ذي يمين من أهل الدشت والشمال، وتوزعوا في الأحقاف والرمال، وصار أهل المشرق والخطا وإلى حدود الصين ومن في ذلك الوجه يسرحون " لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلاً لولوا إليه وهم يجمحون " والحق أنه كان في هيبته وعتوه، وقد عرج إلى أن أهلك العالم شرقاً وغرباً بالأرج، وصار كما قيل

تكاد قسيه من غير رام ... تمكن في قلوبه النبالا

<<  <   >  >>