خليل سلطان، وقدمه كما كان، على سائر الوزراء والأركان، فتمكن ألله داد كيف شاء، وتصرف في معاني الملك ببديع بيانه إخباراً وإنشاء، وتعاطى في الحال تمهيد الأمور، وتجهيز السرايا وحفظ الثغور، فتراجع أمر الناس وانضبط، وانتظم عقد الملك بعدما انفرط، واستقر حال الناس، وتمكنت القواعد على الأساس وكان هو وبزندق وأرغون شاه وآخر يدعى كجوك يدبرون مصالح المملكة، ويسلكون بكل أحد مسلكه، ولكن ألله داد هو الدستور الأعظم، والمشار إليه المفخم، وعليه مدار القبض والبسط، ونظام عقود الحل والربط، واستمر شيخ نور الدين وخدايداد، يغيران على البلاد، ويزيدان في الشر والفساد، واستوليا على أطراف تركستان، وممالك تلك البلدان، منها سيرام وتاشكند، وأندكان وخجند، وشاه رخية وأترار وسغناق، وغير ذلك مما في تلك الأكناف والآفاق، فكانوا يقطعون سيحون، ويتوجهون إلى ممالك ما وراء النهر ويغيرون، فتارة يتوجه إليهم خليل سلطان، وتارة يجهز لهم طوائف من الجند والأعوان، وعلى كل تقدير فإنهما كانا