دلغادر أمير التراكمة المفسدين، وقتل ولده مصطفى في البلا، وجهزه إلى الملك المؤيد مكبلا، وذلك في شهر رجب سنة إحدى وعشرين وثمانمائة
ذكر وفود اسفنديار عليه
ومثوله سامعاً مطيعاً بين يديه
ثم إن الأمير اسفنديار بن بايزيد، وهو أحد ملوك الروم له في السلطنة قصر مشيد، ورث الملك عن أبيه وكان مستقلاً بالإمرة، وبينه وبين الملوك العثمانية عداوة موروثة ونفرة، وتحت حكمه بعض مدن وقلاع، ووهد ويفاع منها مدينة سينوب الملقبة بجزيرة العشاق، يضرب بظرافتها المثل في الآفاق، وهي في النحر من البحر في جزيرة كبيرة، سبيل الدخول إليها عسيرة، بها جبل أحسن من أرداف الحور، متصل بمعبر أدق من دقيق الخصور، وهي معقل إسفنديار ومعاذه، وحرز خزائنه وملاذه، أعصى من إبليس، وأوثق من كف بخيل يخاف التفليس
ومنها قسطمونية تخت ملكه، وبحر فلكه ومنها سامسون، وهي قلعة على جانب البحر للمسلمين، مقابلتها نظيرتها للنصارى المجرمين،