لخدايداد ولا ينازعوه، ولا يدافعوه فيما يريد ولا يمانعوه، فاستسلم الكل إليه، واستقبل ذراه وسلم عليه، فاستولى على تلك الجنود المجندة، وتحصن من غوائل المخاتلة بالرماح المسددة والسيوف المهندة، وقدم جنود جند وخجند، وأغتام تركستان وطغام أوزجند، وآخر من سوى أولئك وتقدم إلى سمرقند، ولم يلتفت إلى ألله داد فمن دونه، وتحقق ألله داد أن صفقته في ذلك مغبونة، فسلخ الزمان عنه ما كان ألبسه من ثوب عز وسلب، وفر من بين يديه ما كان فيه من جاه ومال وذهب، وكان قيام ذلك الحشر، في سنة ثمانمائة واثنتي عشر
ذكر ما جرى من الفساد بسمرقند
عند قدوم خدايداد
فوصل خدايداد إلى سمرقند ودخل، فتغيرت تلك الرسوم والدول، وكأنه ظهر اختلاف الملل والنحل، وكان له ابن عم يدعى ألله داد، فدعاه بالسلطان على رءوس الأشهاد، وتفحص عن مكامن الخزائن، ونقب في أطوادها عن الفلزات والمعادن، ونقر عن مضمرات الضمار وبحث عن الخبايا والدفائن، وتغيرت الأوضاع، وتبدلت