ثم إن خدايداد حلف لخليل سلطان، بأشد ما يكون وأبلغ من أنواع الأيمان أنه لا يقصده بأذى، ولا يرمي في عين معيشته بخيال قذى، ولا يؤذيه بقول ولا عمل، ولا يسلط عليه من يؤذيه بمكر ودخل، وسيرى نتيجة ما حلف، وأن الله تعالى عفا عما سلف " فصل " ثم التمس منه أن يرسل إلى ألله داد، فمن دونه من الأجناد، أن يستسلموا لخدايداد، وأرسل خدايداد أيضاً إلى الناس، بأني قد استوليت منكم على الراس، فإن أطعتموني أطعته، وإن لم تصلوني قطعته ولما وقع خليل سلطان بهذا الكرب، تصور أن هذا سهم غرب، ثم ظهر له مكان ذلك المكمن، وتحقق كيف أخذ من المأمن، وعلم من أين صب ذلك البلاء عليه، وأنى أخذ من ذلك الجانب الذي يأمن إليه، فقال بلسان الحال
جزى الله عنا الخير من ليس بيننا ... ولا بينه ود ولا نتعارف
فما سامنا خسفاً ولا شفنا أذى ... من الناس إلا من نود ونألف
ثم أرسل إلى سائر الأمراء، ورؤساء الجيش والوزراء، أن يستسلموا