وهي فوارغ، تعلق كل من هذه الخلائق فيها بجهد كامل وجد بالغ، ولم يدر ماذا يجري عليه، وإلى ماذا يصير أمره إليه، وأشبهوا في أبصارهم الكليلة، وخطوبهم الجليلة، مالكاً الحزين والسمك المذكور في كتاب كليلة وحاصل الأمر أنه لم يسلم، من ذلك السواد الأعظم، في كل غراب أدهم، إلا مثل الغراب الأعصم، واستطالت أعداء الدين، كيف شاءت على المسلمين، وقطع أمير سلمان البحر، واستولى على ذلك البر، وضبط ممالكه، وربط مسالكه، وهو أوسع من هذا الجانب وأفسح مرجاً، وأدر ريعاً وأكثر خراجاً وخرجاً، وأعظم حصوناً وأمكنة، وتخته مدينة أدرنة فاجتمع الناس على أمير سلمان، وسهل الأمر في الجملة شيئاً ما وهان
[ذكر أولاد ابن عثمان، وكيف شتتهم ثم أبادهم الزمان]
وكان للسلطان بايزيد المذكور، من الأولاد الذكور أمير سلمان هذا وهو أكبرهم، وعيسى ومصطفى ومحمد وموسى وهو أصغرهم، وكل منهم طلب لنفسه مهربا، وانحاز إليه من أبيه طائفة نجبا، فكان منهم محمد وموسى في قلعة أماسية، وهي خرشنة الشاهقة العاصية،