والأحمال، وتسلق إلى جهة الأفيال، فلما أحست البعران، بحرارة النيران، رغت ورقصت، ونحو الفيول شخصت وصارت كما قيل
كأنك من جمال بني أقيش ... يقعقع بين رجليه بشن
فلما رأت الفيلة النيران، وسمعت رغاء البعران، ونظرت إلى الإبل كيف خلقت، وشاهدتها وقد غنت ورقصت، وبأجفالها صفقت، أولت على عقبها ناكصة، لسائقها واهصة، ولركابها واقصة فحطمت الخيالة، وهشمت الرجالة، وتلا الكافرون آية النصر على أصحاب الفيل، وأرسلوا عليهم من السهام طيراً أبابيل، فلم ينتفعوا بالأفيال، بل أفنت الأفيال غالب الخيل والرجال، ثم تراجعت عساكر الهنود، وأبطال الخيالة من الجنود وكتبوا الكتائب وبندوا البنود، ثم تراموا وتصافوا وتضاموا وتحافوا، وهم ما بين مجوسي ومسلم، ومبارز منتسب ومناد بالشعار معلم، وكل في سواد اللون والحديد كقطع الليل المظلم، ثم تدانوا مع التتار وتزاحفوا، وبعد المراشقة بالسهام بالرماح تنافقوا، ثم بالسيوف تضاربوا، قم تلاتبوا وتواثبوا، ثم تراموا