الولاية بين الثلاثة، على سبيل الاشتراك وراثة، وقلما اتفق ضرتان على زوج واحد وأتلفتا " ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " ومائة فقير، يلتفون في حصير، وملكان لا يسعهما إقليم كبير فأراد برهان الدين الاستبداد بالملك والاستقلال، فنصب لشريكيه أشراك الاحتيال، إذ الملك عقيم، فرصد لذلك الطالع المستقيم، ونظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم، فرأى شريكاه أن العيادة عباده، فطلبا بعيادته الحسنى ورام هو الزيادة، فعاداه وقد عاداهما، وما راعياه ولكن راعهما وما راعاهما، فدخلا عليه وقد أرصد لهما رصداً، وأعد لهم من الرجال المعدة عددا، وقتلهما وقد حصلا في قبضة الأشراك، وخلص توحيد السلطنة الأحمدية عن الإشراك، فقوى بالتوحيد سلطانه، وأضاء به للدين حجته وبرهانه، ولكن ناوأه أنداده، وعصى عليه من النواب أكفاؤه وأضداده، وأظهر كامن العداوة أعداؤه وحساده، وقالوا هذه مرتبة لم ينلها آباؤه ولا أجداده، ونحن كلنا سواسية إذا انتمينا، فأنى يكون له الملك علينا؟ وحسد الرياسة هو الغل القمل، وتحاسد الأكفاء جرح لا يندمل، فمنهم شيخ نجيب