وانتهت إلى المرامحة والمناقرة، فنقض العهود والذمم، وامتنع من حمل التقادم والخدم، وتمنع في الأماكن العاصية بمن معه من التراكمة والحشم، فلم يكترث به السلطان، لأنه كان أقل الأعوان، وجعل يتوجه إلى أماسية وأخرى إلى أرزنجان، وكان بالقرب من سيواس مصيف منظره طريف، وترابه نظيف، وماؤه خفيف، وهواؤه لطيف، كأن الخلد خلع على أكتاف رياضه سندسه الأخضر والفردوس فجر في خلال أشجاره من نهره الكوثر على حدائقه من روضات الجنات شبه، وفي ربوة جبهته للأبصار دهشات وللبصائر نزه قلت
عليه شقيق قد زها فكأنه ... صحون عقيق أترعت بالعنابر
فقصده قرايلوك، ورام في طريقته السلوك فمر على سيواس وبها القاضي أبو العباس فجاز بركابه، ولم يعبأ به، فالتهب تموز قيظه، وكاد يتميز من غيظه، وقال بلغ من هذا العوا أن يلج برج الأسد، أو يقدم إقدامه وأنا حل بهذا البلد، ثم أمر جماعته بالركوب، وقصد عليه الوثوب، واستفزه الغضب والطيش، أن ركب