والأمراء الإسلامية في البيوت والمساكن، ونزلت الجنود التتارية غربي دمشق من داريا وإلى قطنا والحولة وما يلي تلك الأماكن ودخل بعض أثقال السلطان إلى البلد، وتحصنت القلعة والمدينة بالسلاح والعدد، ثم أخذ كل من الجيشين حذره، ونجز للمقابلة والمقاتلة أمره، وحفروا الخنادق، وسد كل على الآخر أفواه المضائق، وشرعوا في المهوشة والمناوشة والمهارشة والمعانشة، ثم أمر السلطان العساكر بالبروز من المدينة إلى الظاهر وجعل يخرج من المدينة رؤساء أعيانها، وتنحاز في المقاتلة إلى سلطانها، والأطفال الصغار، يجأرون إلى الجبار، وينادون بحرقة كل ليلة في الأزقة يا الله يا رحمن، انصر مولانا السلطان والناس في اضطراب وحركات، يستنزلون النصر والبركات، ويستغيثون الليل والنهار، يا مجاهدون الأسوار واستشهد من رؤساء البلد في تلك الأيام قاضي القضاة برهان الدين التادلي المالكي الحاكم بالشام، وشلت يد قاضي القضاة شرف الدين عيسى المالكي بضربة حسام، وجعلوا يأتون بمن يظفرون به من العدو فيقتلونه، ربما غنموا منهم من ناطق