للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأوائل بالأواخر، وصاروا كما قال الشاعر

تفرقت غنمي يوماً فقلت لها ... يا رب صلت عليها الذئب والضبعا

وتوجه منهم رؤوس إلى القاهرة، تاركاً كل منهم قوته وناصره، وصدقوا تيمور في نفيه عنهم معرفة السياسة، والدربة في سلوك طرائق الرياسة " فصل " ولما علم الغابرون، ما فعله السائرون، لم يسعهم غير تشمير الذيل، واتباعهم تحت جنح الليل، ومن تخلف عن قوم، أو أخذته سنة أو نوم، وقع في الشرك، وهوى به إلى أسفل الدرك، وكان الناس في الليل والنهار، ملازمين الإقامة على الأسوار، وكل قد فرح وابتهج، وتيقن أنه قد حصل له من سلطانه فرج ففي بعض الليالي صعد الناس إلى مكان عالي، وإذا بأماكن مخيم السلطان، قد ملئت من النيران، ولم يعرف أحد ما الخبر، غير أن الدنيا ملئت بالشر والشرر، وأصبحوا وقد خلت الديار، ولم يبق في قبة يلبغا نافخ نار، فخشعت أصواتهم، وسكنت حركاتهم، فجعلوا يتهاتفون، وفيما بينهم

<<  <   >  >>