من الشهادة كأس مدام جاءه وراح، فدفنوه عشية، بالمدرسة الكروسية ولما شرع في النهب العام المبرح، استشهد غلطاً قاضي القضاة تقي الدين ابن مفلح، وبرهان الدين بن القوشة، ضعف سبعة عشر يوماً، وانقطع في حارة تل الجبن ولحق بالأموات قوماً، وكانوا قد حرجوا على الأحياء والأموات، وخافوا أن لا يكون لأحد من أيديهم بحجة الوفاة فوات، فضبطوا بيوت المدينة بيتاً بيتاً، وحرجوا أن لا تخرج الأحياء ولا تجهيز الموتى، فلما مات المذكور تعسرت الأمور، فتحيروا في تجهيزه، وتغلبوا في أمره وتنجيزه، ثم بعد جهد بليغ وسعي كثير، دفنوه في الصالحية بعد إخراجه من باب الصغير وخرج مع تيمور بالاختيار من الشام عبد الملك بن التكريتي، فولاه نيابة سيرام، فمكث فيها القليل من الأيام، وهي وراء سيحون، وشخص آخر يدعى بيلبغا المجنون، وكان مقرباً عنده، وسبب ذلك أنه بذل في مناصحته جهده، وأخبره على ما قيل بفداوى، فخلصه بذلك من المهالك والمهاوي، وحصل له بذلك قربة، وزيادة ملازمة وصحبة، فولاه ذلك الجاس، نيابة مدينة