للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حذرهم وأسلحتهم واستعان في ذلك بكل بطريق وعلج مارجي، داخل في أمان المسلمين على قتال كل باغ وخارجي

واستدعى التتار، وهم قوم ذو يمين ويسار، ناس سواذج، لهم مواشي نواتج، ملأوا الأقطار بمواشيهم، وعلوا الشواهق والبوادي برءوسهم وحواشيهم، ربما يكون لواحد منهم عشرة آلاف جمل، ما منها واحد حمل ومثل ذلك أفراس، ما أسرج لها ظهر ولا ألجم رأس، وأما الغنم والبقر فلا يحصى عددها ولا يحصر " وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر " لهم في ممالك الروم وقرمان إلى ضواحي سيواس مشات ومصايف، وللملوك والسلاطين عليهم اعتماد كما لهم في أنواع المبرات وظائف، لو قصدهم فقير أو غريب أو طالب علم أو أديب، جمعوا له من الغنم والبقر، والصوف والشعر، والسمن والأقط والوبر، ما يكفيه وذويه إلى آخر العمر، وكانوا يسعون لكثرتهم وما معهم من الأمم، ثمانية عشر ألف عالم فلبى كل من صدى هؤلاء الجبال مدى صوته بالإجابة، وبادر إلى امتثال أوامره بالإطاعة والإنابة، وانبعث إليه التتار بقضهم وقضيضهم بعثا،

<<  <   >  >>