منهم طائفة من غير اختبار، إلى هذه الديار، فاستوطنوها وهم على ما هم عليه من الكرامة، وشعار السلطنة وأسباب الزعامة، ولم يزالوا على هذا النشاط والهزة، إلى أن اندرجوا إلى رحمة الله تعالى وهم على هذه العزة وكان المرحوم أرتنا آخر ملوككم، وأكبر مالك في بلاد الروم أصغر مماليككم، وليس بحمد الله في شوكتكم فلة، ولا في كثرتكم قلة، فأنى رضيتم لأنفسكم بهذه الذلة، وإن تصيروا مسخرين حتى كأنكم من المسحرين؟ وبعد أن كنتم أكابر مكبرين، كيف صرتم أصاغر مصغرين؟ ولستم بدار هوان ولا مضيعة، وأرض الله واسعة، ولم صرتم مرقوقي، رجل من أولاد معتوقي علي السلجوقي؟ ولا أدري ما العلة لهذا السبب، ومن أين هذا الإخاء والنسب، سوى عدم الاتفاق، وانتفاء الاتساق، وعلى كل حال فأنا أولى بكم، وأحق بعمل مصالحكم وتهيئة أسبابكم وإن كان لابد من استيطانكم هذه التخوم، وبيع تلك البلاد الفسيحة بمضايق ممالك الروم، فلا أقل من أن تكونوا كأسلافكم حكامها، مالكي نواصي صياصها راقين سنامها، باسطي أياديكم فيها قابضين زمامها