صواعق ديم المدميات وأمطار السهام السود ونادى محرش القدر، وصياد القضاء الكلاب على البقر، فلم يزالوا بين وقيذ وواقذ، ومضروب بحكم سهم ماض في القضاء نافذ، حتى صاروا كالشياهم والقنافذ، واستمرت دروس القتال بين تلك الزمر من الضحى إلى العصر، وانتقلت أحزاب الحديد إلى الفتح فتلت على الروم سورة النصر، ثم لما كلت منهم السواعد، وقل المواصر والمساعد، وتحكم فيهم الأباعد والمباعد، دففوهم بالسيوف والرماح، وملأوا بدمائهم الغدران، وبأشلائهم البطاح، ووقع ابن عثمان في القنص، وصار مقيداً كالطير في القفص، وكانت هذه المعكرة، على نحو ميل من مدينة أنقرة، يوم الأربعاء سابع عشر ذي الحجة، سنة أربع بعد ثمانمائة حجة، وقد قتل غالب العسكر العطش والضمور، لأنه كان ثامن عشري تموز " قصل " ووصل أمير سلمان، إلى بروسا معقل ابن عثمان، فاحتاط على ما فيها من الخزائن والأموال، والحريم والأولاد ونفائس الأثقال، واشتغل بنقل ذلك إلى بر أدرنة، وراء البحر المحيط بكثير من الأمكنة،