وهي التخت بالاختصاص فتمنعت هذه الأماكن عليه، ولم تسلم قيادها إليه، فأقام يحاصرها، وقعد يناقرها وينافرها، فمن ذلك مغارة بابها في وسط جرف شاهق، آمنة من البوائق سالمة من الطوارق، سقفها آمن من صواعق المجانق، وذيلها أرفع من أن يتشبث به علائق المسالق، مدخلها أخفى من ليلة القدر، وعدم التوصل إليها أجلى من القمر ليلة البدر فأولع بمحاصرتها، والتزم بمضاجرتها، واستعمل من فكره مهندسه، وجعل لا يقر من الأفكار والوسوسة، ثم أنتج رأيه المتين، وفكره الرصين، أن يرسل عليها عذاباً من فوقها، وأن يصطاد تلك الحمامة الصاعدة في الجو بأرجلها من طوقها فأمر أن يصنعوا له توابيت على هيئة الدبابات، كأنهن شياطين النساء للرجل غلابات، وأوثقهن بالسلاسل الحكيمة، وأوسقهن بالرجال ذوي الشكيمة، وأدلاهن من تلك القلال، وأهواهن من شواهق الجبال، فتدلين في الهواء، تدلية مبرم القضاء، فملأن النفانف، وأرجفن من الجبال والرجال الروانف، وصار لسان حال تلك الصقور والشواهين ينادي كل