ثلاث سواكن في الفارسي كثير، وفي التركي أيضاً موجود ولكنه عزيز غير غزير ومن جملة هذه القلاع قلعة شاهقة، حروف ذاتها كحروف اسمها بمناعتها ناطقة، لا يعمل في فتحها لارتفاعها لعل وليت، لأن اسمها كما زعموا كل كورقيت، أي تعال انظر وارجع، بمعنى أنه لا ينال الوافد عليها، سوى النظر إليها، ثلاثة أطرافها مبنية على قلل آكام، شمخت على ما حواليها من الهضاب فهي على الإعلام أعلام، وطريقها من الوجه الرابع وهو دقيق في سلوكه عسر، ينتهي بعد أنواع المشقة إلى جرف مقطوع بينه وبين باب ذلك الحصن جسر، إذا ارتفع ذلك الجسر سدت دون الوصول إلى ذلك الحصن الحيل، وأعاذ كل من لاذ يقلته من بنيه فصح أن يقال له معاذ ابن الجبل فلما اطلع على حقيقة أمرها، وانكشف له مستور خبرها، أبى أن يرحل عنها إلا أن يصل إلى غرضه منها، ولم يكن بالقرب منها مكان ينزل فيه، ولا بر يحمل ذلك البحر الطاغي ويحويه، بل إنما كان حواليها جروف وهضاب، غضون جبينها كأنها وجه شوهاء ناشز عن زوج محب عقاب في عقاب، فطمع منها من غير مطمع،