فيها ظلم ولا حيف، وأن يخرجوا زينتهم إلى مكان نحو ميل من ضواحي سمرقند، يدعى كان كل، هواؤه أذكى من المسك وماؤه أحلى من القند، كأنه قطعة من روض الجنان، غفل عنها خازنها رضوان قلت
رعى فيه غزال الترك شيحا ... فصار المسك بعض دم الغزال
روائح هوائه ألطف من نسيم السحر، ورواشح مائه أعذب من ماء الحياة صفاء بلا كدر، وتغاريد طيوره ألذ في السماع من سار الناي على الوتر قلت
بساط زمرد نثرت عليه ... من الياقوت ألوان الفصوص
وقلت
كأن مدور الأزهار فيه ... وورداً من محاسنه تنضد
صحاف من لجين أو عقيق ... ومرجان وياقوت وعسجد
فهذي حشوها مسك فتيت ... وهذي ضمنها تبر مبدد
أراد الروض يجلوها علينا ... فصاغ لها أكفاً من زبرجد