وأنت بحمد الله مآثرك مشهورة، ومنازل منازلاتك " لإبطال " الأبطال معمورة، ورايات كسرك قرون الأقران على جبين الكباش منشورة، ورءوس مناطحاتك ثيران الوغى على قرون الزمان أبداً منصورة قلت
فكم لززت شجاعاً في البراز فمذ ... رأى محياك ولى ضارطاً وجرى
" مذ كنت رأساً وعيناً في الحروب أرى ... في رأسك الفتح بل في عينك الظفرا "
وأنا أعلم أن عامة الجند سيبتهج بطلعتك، ويرقص فؤاده لحصول سكونه فرحاً بحركتك، فإنهم لابد لهم من رأس يسوسهم، وضابط همام تصان بتدبيره نفائسهم ونفوسهم، وقرم كالليث الخادر والسيل الهامر، بل كالبحر الغامر، منصور إن دعا وإن دعى فناصر، موصوف بما قال الشاعر
أضاف إلى التدبير فضل شجاعة ... ولا رأى إلا للشجاع المدبر
وبما قال
ولا يكشف الغماء إلا ابن حرة ... يرى غمرات الموت ثم يزورها