وسار بهم حتى وصل إلى مدينة الكش وألله داد كان، قبل ذلك بزمان، أرسل إلى خليل سلطان، يخبره بوقوع هذا الهم، وما جرى عليهم من شرور وما تم، ثم قال له إن فألك سعيد، وأمرك حميد، فانهض برأي رشيد، وعزم سديد، وجنان حديد، فإن ضدك مصيد، والله تعالى ناصرك قريباً غير بعيد، فلا تخف " من كيد مكيد "، وإن كنت طفلاً فإنك فتى شبت القلوب بنسمات محبتك فصرت شيخ السلطنة وكل الأنام لك مريد فوصل خليل سلطان، إلى ذلك المكان، فعبى السلطان حسين جيشه، واستعمل تهوره وطيشه، وجعل ألله داد على الميمنة، ورفيقيه على الميسرة، ولما تراءى الجمعان، وتدانى الزحفان، وحقت الحقائق، وسدت المضايق، وتعادت الأسود والفرانق، بادر كل منهم من مكانه، وقصد كل من ألله داد وأقرانه، عساكر خليل سلطانه، فتخبطت عساكر السلطان حسين، وسلب ثوب عزه فنبذ بالعراء متلحفاً من ظنونه ثوبي خيبة ومين ودهمه من البلاء ما أنساه سلبه فرجع بخفي حنين، ومر على وجهه قاطع الفلاة، حتى وصل ابن خاله شاه رخ صاحب هراة، فلم تطل له عنده مدة، فإما سقاه مهلكاً وإما مات