بدوره، تسعرت سمومه وحروره، وتطاير شراره وشروره، فتأرق وتمرق، وتحرق أسفاً قلبه وتخرق، وتمزق غيظاً أديمه وتفرق، وكان ذا حماقة، وقلة لباقة، فطير أجنحة مراسيمه، إلى سكان أقاليمه، واستنهض على خليل سلطان كل حبيب صحيح الود وكليمه، واستطب لجريح قلبه كل قريح الطعن والضرب وكل لديغ القلب وسليمه فلبوا دعوته بالإطاعة، وأجابوا ندائده بالسمع والطاعة، ثم سالت الأودية والجبال، بالخيل والرجال، وأرسل إلى خليل يقول، ضمن كتاب مع رسول إن أول مصافنا كان فلتة فتمت، وشرارة تسوهل في إطفائها فالتهبت وطمعت، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت، وتحذرت ما استحقرت، واستكبرت ما استصغرت، لانتصرت وما انكسرت، ولعثرت على مرادي وما عثرت، ولكن أضعت الحزامة، فحرمت السلامة، وتناولت أمرك برءوس الأنامل فأكلت يدي ندامة، مع أن صليبه جندك، وقوة ظهرك وعضدك، ونبال نبالتك وساعد سعدك، وعضب غضبك، ورمح رشدك، وحد صارمك، وصرامة حدك، إنما كان رءوس العراق، وما حصل