للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" أزفت الآزفة، ليس لها من دون الله كاشفة " فألبس بير محمد خلعة الخلع، ولم يكن له بها طوق فأقلع إلى القلعة القلع، وأوصد الأبواب وأحكم الأسوار، واستعد في حصار شادمان للحصار، فأحاط به من العساكر كل جارح وكاسر، ودار عليه من بني يافث كل سام وحام، وجد في المحاصرة منهم كل طاعن وضارب ورام، فتندم بير محمد على ما قصد في ذلك وتعمد، وتذكر ما قال له أول مرة، الخواجه عبد الأول، ولكنه اعتذر بالقضاء والقدر، فرماه القضاء بسهم جواب، أجاد فيه وأصاب، وقال

وعاجز الرأي مضياع لفرصته ... حتى إذا فات أمر عاتب القدر

فانعكس منه كل رأي وفال، وتغير عليه كل أمر وحال، وذهب عنه منعطفاً ما بيده من ملك ومال، ونفر عنه كل أسد أصلى للحرب ناراً حامية لما سطا على " كل " حام وصال، ورجع عنه لسوء تدبيره كل ذي قرابة حين لمع له بالأماني الكاذبة كل سراب وآل، وتمزقت شقق تدبيره على منوال تفكيره سدى ولحمه فلم يبق له من دون الله وال

<<  <   >  >>