وأمر شاه ملك، أن يسير غير مرتبك، ويستديم السير، ويسابق بعتاقه عتاق الطير، فيتدارك ما انفرط من النظام، ويطارد عن ورد المملكة الأغتام الطغام، فلا يدع رائدهم أن يحل ويعاجل مستعجل قدرهم أن يمل فسار شاه ملك في الحال، بعساكره في المدد كالجبال، وفي العدد كالرمال، ثم اتبعه شاه رخ بسائر الأساورة، وكواسر الأكاسرة، سار لا يلوي على أحد، ولا يسكن في حركته إلى طالع ولا رصد، فحين وصلوا جيحون وعبروه، غطوا وجهه وستروه، فانبسط ذلك السيل على وجه الماء، فكأن البحر غطى بالغمام المتراكب وغرق في بحر الحياء " فصل " ولما قطع البحر تلك الأطواد، واتصل الخبر بخدايداد، تيقن أنه لا طاقة لدبابه وقروده، بذئاب جنود شاه رخ وأسوده، وأن جل عساكره يفر عنه ويسلمه، أو يقبض عليه ولشاه رخ يسلمه، فأسرع في تنجيز مآربه، وبادر إلى تجهيز مطالبه، وأخذ ما وصلت يده إليه من أموال، وأوسق ما بلغت طاقته من نفائس وأحمال، واستصحب