ولا زال يهمهم ويغمغم، ويهذرم ويبرطم، وهم مطرقون ولا يحيرون جواباً ولا يملكون منه خطابا، ثم ازداد حنقاً، وكاد أن يموت خنقاً، فاخترط السيف بيده اليسرى، وهمز به على قمم أولئك الأسرى، وهم أن يجعل رقابهم قرابة، ويسقي من دمائهم فرنده وذبابه، وهم على تلك الحال في الخزي والإذلال، باذلوا نفوسهم، ناكسوا رؤوسهم ثم تراجع وتماسك، وملك نفسه قليلاً أو تمالك، فأغمد على تشريقهم حسامه، ولم يلق لأمره قبلة ولا دبرة فغلف غربه وشامه، ثم نزل عن مركبه واستدعى الشطرنج الكبير ليلعب به، وكان عنده شخص يدعى محمد قاوجين، هو لديه ذو مكان مكين، ومقام أمين، مقدم على الوزراء، ومبجل دون سائر الأمراء، مسموع القول، مقبول الرأي، ميمون النقيبة، محبوب الشكل، فتشفعوا إليه، وعولوا في حل هذا الإشكال عليه، وقالوا ساعدنا ولو بلفظة وراقبنا ولو بلحظة، واعمل معنا، بهذا المعنى قلت
ساعد بجاهك من يغشاك مفتقراً ... فالجود بالجاه فوق الجود بالمال