الفواكه غراسها، سمة أحدها بستان إرم والآخر زينة الدنيا، والآخر جنة الفردوس والآخر بستان الشمال والآخر الجنة العليا، ثم إنه هدم مصرا، وبنى في كل بستان منها قصرا، وصور في بعض هذه القصور مجالسه وأشكال صورته تارة ضاحكة وأخرى عابسة، وهيئات مواقعاته، وصور محاضراته، ومجالس صحبته مع الملوك والأمراء، والسادات والعلماء والكبراء، ومثول السلاطين بين يديه، ووفودها بالخدمات من سائر الأقطار إليه وحلق مصايده وكمائن مكايده ووقائع الهند والدشت والعجم، وصورة انتصاره وكيف انكسر عدوه وانهزم، وصورة أولاده وأحفاده، وأمرائه وأجناده، ومجالس عشرته، وكاسات خمرته، وسقاة كأسه، ومطربي إيناسه، وتغزلات مقاماته، ومقامات تغزلاته، وحظايا حضرته، وخواتين عصمته إلى غير ذلك، مما وقع له من صورة حادثة في الممالك، مدى عمره المتقارب المتدارك، كل ذلك كما وقع ووجد، ولم ينقص من ذلك شيئاً ولم يزد، وقصد بذلك الإفادة، لمن كان في عالم الغيب عن أحواله بالشهادة، فكان إذا توجه إلى مكان، وخلت سمرقند