إلى طائفة من العسكر المصطدم وقلن هناك بغيتك وبين أولئك طلبتك، فألوى راجعاً وتركهن مخادعا وقصد حيث أشرن إليه وقد أحاطت به جموع العساكر وحلقت عليه قلت بديهاً
وما حز أعناق الرجال سوى النسا ... وأي بلاء مالهن به أبلى
وكم نار أحرقت كبد الورى ... ولم يك إلا مكرهن لها أصلا
وكان على فرس فاقت خصالا فضرب فيهم بسيفين يميناً وشمالا، وفرسه السبوح كانت تقاتل معه وتصدم وتكدم من يقربها في تلك المعمعة وكأنه ينشد معنى ما قلته في " مرآة الأدب "
يد الله قوتني فغلت يداهم ... وهذى يدي فيهم بسيفين تضرب
فصار كلما قصد رعلة من تلك الرعال، افترقت أمامه يميناً وشمالا وإن كانوا كلهم من أهل الشمال ولكن
إذا لم يكن عون الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده
حتى أنهكته الحرب وكلت يداه من الطعن والضرب، وجندلت