ويمكن وصل الحبل بعد انقطاعه ... ولكنه تبقى به عقدة الربط
فأنشأ أيماناً واثقة، أن كلماته وعهوده صادقة، فقالوا له لا تطل الحديث فما حييت مالك عندنا مقيل ولا مبيت، فارجع من حيث جئت، وهذا آخر العهد منك غضبت أم رضيت، فأخذ يذم دهره، ويعض يديه ندامة وحسرة، على أنه أنفذ عمره، في طاعة من لم يعرف قدره، ثم دنى فتدلى، وعبس وتولى، وسيب فرسه وماله، وفرق خيله ورجاله، ولما لم يكن له ملجأ، سوى قلعة النجا وقد خرجت من يده، وألقت النار في كبده، ضرب أخماساً لأسداس، فيمن يقصده من الناس ثم أورى برأيه الزند، أن يقصد مدينة مرند، وكانت تحت حكم تيمور، وفيها أوامره تمور، فسالمها وقصد حاكمها لابساً لبدا، وتاركاً مالاً وولدا، لما اتصل بحاكمها الخبر، أحاط به الجبن والخور، فاضطرب واقشعر، واضطرم واعتكر، وأخذ الحذر ورام المفر، فقيل أنه وحده من غير رجال وعدة، فرجع عقله إليه، ودخل ألتون عليه، فأخذ في التفتيش عن أموره، ثم قطع رأسه وأرسله إلى تيمور، فتحرق لذلك